Saturday, 26 August 2017

Dr Mohamed Sulaiman FAIDHI
الدكتور محمد سليمان فيضي
من أطباء البصرة الرواد

بقلم الدكتور غانم الشيخ

هو محمد الأبن البكر لسليمان أبن الحاج داود ابن الشيخ سليمان القصاب والملقب بلقب ال فيضي. ولد في قضاء الزبير في البصرة في 1/1/ 1919. 


وكان جده لأبيه أماما في مسجد الأمام أبراهيم في في مدخل محلة الأمام أبراهيم بمدينة الموصل وهي من ازقة الموصل القديمة وكان المسجد يبعد عن بيتنا القديم بضعة أمتار وعن كتيسة الطاهرة اقل من مائة متر ولايزال قبر جده رحمه الله قائما في مقبرة المسجد. وكان والده سليمان فيضي المحامي من اوائل نواب مجلس المبعوثان عن ولاية البصرة لسنة 1914 وكان من وجهاء البصرة ونقيبا للمحامين فيها وأول من أصدر صحيفة باللغة العربية بعنوان (التحفة الإيقاظية) أضافة لإنشائه اول مدرسة تتكلم باللغة العربية في البصرة وكذلك أنشأ أول مدرسة للبنات ودارا للعجزة وقام بتأليف ونشر العديد من الكتب في القانون الدستوري والقوانين والأمثال والمواعظ ثم أنتخب نائبا في سنة 1935 في المجلس النيابي في عهد وزارة ياسين الهاشمي وكان آخر ما كتبه هو مذكراته السياسية وكانت بعنوان (في غمرة النضال). أنهى الدكتور محمد سليمان الدراسة الأبتدائية في مدرسة السيف الأبتدائية في البصرة عام 1929 والثانوية في ثانوية البصرة وتخرج من الكلية الطبية الملكية في الدورة الخامسة عشر عام 1947 وتخصص في الباطنية والصدرية وحصل على الدبلوم في الأمراض الصدرية من المملكة المتحدة عام 1956. والتحق فور تخرجه بطبابة الجيش العراقي وعمل طبيبا في في البلاط الملكي ثم شارك في حرب فلسطين 1948 وجرح فيها وكرّم بمنحه وسام الشجاعة وأحتسبت خدمته العسكرية مضاعفة وتعين بعد ذلك طبيبا في قضاء النعمانية بلواء الكوت ثم نقل الى بغداد طبيبا في مستشفى التويثة كما عمل كذلك في مستشفى العزل منذ انشائها ولحين تحولها الى مستشفى الكرامة ومارس التدريس كطبيب للأمراض الصدرية في معهد التدرن والأمراض الصدرية وأنتقل بعدها الى مستشفى السكك وحتى تقاعده في 1/7/1981. وبالرغم من أنه لم يخدم كطبيب في البصرة الا أن ذكريات طفولته وشبابه في البصرة تشغل فكره على الدوام حيث كان يجلس مع والده دائما كونه أكبر أخوته في الديوان الخاص بوالده وهو يستقبل السياسيين والأدباء وكان يحتفظ بذاكرته الكثير من أشعارهم وأعمالهم وكذلك كان لولعه بمكتبة والده الضخمة الأثر في ميله نحو الأدب والشعر والرسم والغناء وولعه بالآثار وجمع التحف القديمة والكتب القديمة وكان يكتب الشعر وله مقالات عديدة نشرها في الصحافة مثل صحيفة العراق وصحيفة الأهالي وله كتب مؤلفة وبحوث وساهم في أعمال نقابة الأطباء اول إنشائها وكان عدد أعضائها لايتجاوز أصابع اليد وكذلك ساهم بتأسيس جمعية التدرن وكانت مكتبة والده بالبصرة تضم خمسا وعشرين الفا من الكتب والصحف وقد أهديت لمكتبة المتحف العراقي عام 1963. أصيب الدكتور محمد سليمان فيضي بمرض نادر في النخاع الشوكي وظل يعاني لأشهر طويلة ولكن في مرضه تبين عمله الأنساني حيث كانت توجد لوحة على باب عيادته تقول (يوم الجمعة للفقراء مجانا) وشهدت الغرفة التي كان يرقد فيها في المستشفى كل يوم سيلاُ من الزائرين من مختلف الطبقات وقد توفاه الله يوم 29 آب سنة 1986 رحمه الله ولاتزال ذكراه وحب الناس له هو أسمى ماتركه.

Dr Mohamed Hussein ALSAADI
الدكتور محمد حسين السعدي
من أطباء البصرة الرواد
بقلم الدكتور غانم يونس الشيخ

  
أشهر جراحي البصرة ورائد الجراحة العامة وجراحة الكبد في العراق. ولد الدكتور السعدي عام 1918. 





يعتبر الدكتور محمد حسين السعدي رائدا للعديد من الإجراءات والتداخلات الجراحية كما وأدخل تعديلات على عدد من الأساليب الجراحية المتعارف عليها بما في ذلك استئصال البروستاتا من خلال منطقة العجان وعلاج الأكياس المائية في الكبد كما أنه كان أول جراح في الشرق الأوسط يفصل التوائم السيامية بنجاح وقد قام بتأسيس قسم الجراحة في البصرة كواحد من الأقسام الأكثر شهرة واحتراماً في الشرق الأوسط وجذب المرضى من جنوب العراق ودول الخليج والمملكة العربية السعودية. كما ساهم في كتابة العديد من الكتب الجراحية ونشر مجموعة من البحوث عن التشخيص الجراحي والعلاج.

ويعتبر الدكتور السعدي من أقدم الأطباء في البصرة حيث وتخرج من الكلية الطبية الملكية ببغداد في الدورة التاسعة عام 1941 وقضى فترة تدريب في بغداد لمدة ثلاث سنوات قبل أن ينتقل إلى البصرة ويستقر فيها. كان عاقد العزم على تحديث قسم الجراحة في مستشفى البصرة الملكي وتقديم أفضل علاج ممكن للمجتمع المحلي وكان جهده بارزاً  في تحويل قسم الجراحة خلال الخمسينات والستينات من قسم يشمل المرافق الأساسية والقليل من الرعاية التمريضية والعلاج المكثف وكان بالتالي جهدا بارزا في تغيير الواقع الصحي في البصرة والمنطقة حيث أعتبر أن ذلك واجبٌ عليه وعلى جيله من الرواد وكان بذلك الأولَ في البصرة في إدخال الممارسة السريرية الجيدة سواء على الردهات او في صالة العمليات وكذلك في تحسين الرعاية لما بعد العمليات الجراحية وهو ما يغيب دائما عن المؤسسات الطبية في الدول النامية. كان حلم الدكتور السعدي أن يصبح قوة رائدة في مجال تدريب وتعليم الأطباء الشباب في العراق، وأصبح دوره فعالاً في تأسيس كلية الطب في البصرة حيث كان أسمه على رأس قائمة بالمتخصصين في لجنة التأسيس عام 1967 وقام بتدريس وتدريب طلبتها وتحمل اليوم إحدى قاعات الكلية إسمه تخليدا لذكراه وعطائه للكلية. وكان الدكتور السعدي على الرغم من كل ذلك إنساناً متواضعاً، وكان أيضا رجلاً صريحاً جدا وخصوصا في تقييمه للمرافق الصحية وللقدرات البشرية وكان أحياناً يبدو بتصريحاته المثيرة للجدل سببا في خلق المشاكل له مع السلطات لكنه كان همه ومبتغاه دائما موجه إلى تثقيف وحماية مرضاه. وقد أعتبِرَت مهاراته الجراحية تفوقا لا يعلى عليه فأنهارت عليه العديد من الالقاب المهنية الفخرية من الكليات الملكية البريطانية والجمعيات الجراحية والجامعات وحصل على زمالة من قبل كلية الجراحين الدولية الشهيرة في عام 1974 كما حصل على الماستر بالجراحة وزمالة الكلية الملكية للجراحين. 



كان الدكتور محمد حسين السعدي شغوفاً بالسيارات الأمريكية الفارهة حيث اشتهر بلوحة سيارته ذات الرقم "بصرة 200" وكان الناس في البصرة ولازالوا يسمون الشارع الذي تقع فيه مستشفاه وعيادته بأسم "شارع السعدي" وذلك المبنى لازال حتى اليوم يستخدم كمستشفى خاص وشرع الكثير من الأطباء بنقل عياداتهم من سوق الهنود الى جوار هذا المستشفى. وقد هيمن السعدي على عالم الجراحة في مستشفى تذكار مود (مود ميموريال) والذي سمي بالمستشفى الملكي ومن ثم بالمستشفى الجمهوري ومؤخرا سمي بمستشفى البصرة العام واحتل جناح ردهة الجراحية رقم (1) لعقود من الزمن وكان كذلك يهوى السفر حيث سافر الى معظم أنحاء العالم إما لقضاء وقت الأجازات أو لمواكبة التطورات الجراحية. توفي رحمه الله في يوم الجمعة المصادف 28 كانون الثاني 2005 ونعته المجلة الطبية البريطانية بعددها 331 في 8 أيلول 2005 وأطلقت كلية طب البصرة أسمه علي قاعة المحاضرات فيها تخليدا لذكراه وتذكيرا بخدماته الجليلة للكلية. ويقول شاعر كلية طب البصرة وخريجها الدكتور ذر الشاوي بحق المرحوم الدكتور السعدي الذي درس وتدرب على يديه:

مهما أُشيدَ بعلمِهِ لا يُنصَفُ....
عَلَمٌ بكل المكرماتِ يرفرفُ


Dr Badrildeen Abdelmajeed ALHAKEEM
الدكتور بدر الدين عبد المجيد الحكيم
من أطياء البصرة الرواد


بقلم الدكتور غانم يونس الشيخ


ولد الدكتور بدر الدين عبد المجيد الحكيم عام 1918 و تخرج الدكتور الحكيم من الكلية الطبية الملكية العراقية في الدورة الثانية عشرة عام 1944 


وخدم طبيباً في طبابة الجيش العراقي منذ العام 1945 حيث عمل في البصرة وكان آمراً للوحدة الطبية العسكرية في البصرة عام 1952 ومن ثم آمراً للطبابة الميدانية الاولى من  1953 الى 1954 وبعد تقاعده من خدمة الجيش أشتغل في عيادته الخاصة في شارع الصيادلة بالبصرة وشارك عام  1960 في المؤتمرالطبي العربي الثامن والعشرين في بيروت وهو من رواد الطب العراقي الذين تم توثيقهم بكتاب الرواد للكاتب الشجيري وعمل بعد ذلك في عيادته في بغداد الجديدة ثم انتقل الى شارع الكفاح حتى عام 1989. توفي رحمه الله عام 2015.

Full article مقال الدكتور الحكيم كاملا