Dr Mohamed Sulaiman FAIDHI
الدكتور محمد سليمان فيضي
من أطباء البصرة الرواد
بقلم الدكتور غانم الشيخ
هو محمد الأبن البكر لسليمان أبن الحاج
داود ابن الشيخ سليمان القصاب والملقب بلقب ال فيضي. ولد في قضاء الزبير في البصرة
في 1/1/ 1919.
وكان جده لأبيه أماما
في مسجد الأمام أبراهيم في في مدخل محلة الأمام أبراهيم بمدينة الموصل وهي من ازقة
الموصل القديمة وكان المسجد يبعد عن بيتنا القديم بضعة أمتار وعن كتيسة الطاهرة
اقل من مائة متر ولايزال قبر جده رحمه الله قائما في مقبرة المسجد. وكان والده سليمان
فيضي المحامي من اوائل نواب مجلس المبعوثان عن ولاية البصرة لسنة 1914 وكان من
وجهاء البصرة ونقيبا للمحامين فيها وأول من أصدر صحيفة باللغة العربية بعنوان
(التحفة الإيقاظية) أضافة لإنشائه اول مدرسة تتكلم باللغة العربية في البصرة وكذلك
أنشأ أول مدرسة للبنات ودارا للعجزة وقام بتأليف ونشر العديد من الكتب في القانون الدستوري والقوانين
والأمثال والمواعظ ثم أنتخب نائبا في سنة 1935 في المجلس النيابي في عهد وزارة
ياسين الهاشمي وكان آخر ما كتبه هو مذكراته السياسية وكانت بعنوان (في غمرة
النضال). أنهى الدكتور محمد سليمان الدراسة الأبتدائية في مدرسة السيف الأبتدائية
في البصرة عام 1929 والثانوية في ثانوية البصرة وتخرج من الكلية الطبية الملكية في
الدورة الخامسة عشر عام 1947 وتخصص في الباطنية والصدرية وحصل على الدبلوم في
الأمراض الصدرية من المملكة المتحدة عام 1956. والتحق فور تخرجه بطبابة الجيش
العراقي وعمل طبيبا في في البلاط الملكي ثم شارك في حرب فلسطين 1948 وجرح فيها
وكرّم بمنحه وسام الشجاعة وأحتسبت خدمته العسكرية مضاعفة وتعين بعد ذلك طبيبا في
قضاء النعمانية بلواء الكوت ثم نقل الى بغداد طبيبا في مستشفى التويثة كما عمل
كذلك في مستشفى العزل منذ انشائها ولحين تحولها الى مستشفى الكرامة ومارس التدريس
كطبيب للأمراض الصدرية في معهد التدرن والأمراض الصدرية وأنتقل بعدها الى مستشفى
السكك وحتى تقاعده في 1/7/1981. وبالرغم من أنه لم يخدم كطبيب في البصرة الا أن
ذكريات طفولته وشبابه في البصرة تشغل فكره على الدوام حيث كان يجلس مع والده دائما
كونه أكبر أخوته في الديوان الخاص بوالده وهو يستقبل السياسيين والأدباء وكان
يحتفظ بذاكرته الكثير من أشعارهم وأعمالهم وكذلك كان لولعه بمكتبة والده الضخمة
الأثر في ميله نحو الأدب والشعر والرسم والغناء وولعه بالآثار وجمع التحف القديمة
والكتب القديمة وكان يكتب الشعر وله مقالات عديدة نشرها في الصحافة مثل صحيفة
العراق وصحيفة الأهالي وله كتب مؤلفة وبحوث وساهم في أعمال نقابة الأطباء اول
إنشائها وكان عدد أعضائها لايتجاوز أصابع اليد وكذلك ساهم بتأسيس جمعية التدرن
وكانت مكتبة والده بالبصرة تضم خمسا وعشرين الفا من الكتب والصحف وقد أهديت لمكتبة
المتحف العراقي عام 1963. أصيب الدكتور محمد سليمان فيضي بمرض نادر في النخاع
الشوكي وظل يعاني لأشهر طويلة ولكن في مرضه تبين عمله الأنساني حيث كانت توجد لوحة
على باب عيادته تقول (يوم الجمعة للفقراء مجانا) وشهدت الغرفة التي كان يرقد فيها
في المستشفى كل يوم سيلاُ من الزائرين من مختلف الطبقات وقد توفاه الله يوم 29 آب
سنة 1986 رحمه الله ولاتزال ذكراه وحب الناس له هو أسمى ماتركه.