Saturday 26 August 2017

Dr Mohamed Hussein ALSAADI
الدكتور محمد حسين السعدي
من أطباء البصرة الرواد
بقلم الدكتور غانم يونس الشيخ

  
أشهر جراحي البصرة ورائد الجراحة العامة وجراحة الكبد في العراق. ولد الدكتور السعدي عام 1918. 





يعتبر الدكتور محمد حسين السعدي رائدا للعديد من الإجراءات والتداخلات الجراحية كما وأدخل تعديلات على عدد من الأساليب الجراحية المتعارف عليها بما في ذلك استئصال البروستاتا من خلال منطقة العجان وعلاج الأكياس المائية في الكبد كما أنه كان أول جراح في الشرق الأوسط يفصل التوائم السيامية بنجاح وقد قام بتأسيس قسم الجراحة في البصرة كواحد من الأقسام الأكثر شهرة واحتراماً في الشرق الأوسط وجذب المرضى من جنوب العراق ودول الخليج والمملكة العربية السعودية. كما ساهم في كتابة العديد من الكتب الجراحية ونشر مجموعة من البحوث عن التشخيص الجراحي والعلاج.

ويعتبر الدكتور السعدي من أقدم الأطباء في البصرة حيث وتخرج من الكلية الطبية الملكية ببغداد في الدورة التاسعة عام 1941 وقضى فترة تدريب في بغداد لمدة ثلاث سنوات قبل أن ينتقل إلى البصرة ويستقر فيها. كان عاقد العزم على تحديث قسم الجراحة في مستشفى البصرة الملكي وتقديم أفضل علاج ممكن للمجتمع المحلي وكان جهده بارزاً  في تحويل قسم الجراحة خلال الخمسينات والستينات من قسم يشمل المرافق الأساسية والقليل من الرعاية التمريضية والعلاج المكثف وكان بالتالي جهدا بارزا في تغيير الواقع الصحي في البصرة والمنطقة حيث أعتبر أن ذلك واجبٌ عليه وعلى جيله من الرواد وكان بذلك الأولَ في البصرة في إدخال الممارسة السريرية الجيدة سواء على الردهات او في صالة العمليات وكذلك في تحسين الرعاية لما بعد العمليات الجراحية وهو ما يغيب دائما عن المؤسسات الطبية في الدول النامية. كان حلم الدكتور السعدي أن يصبح قوة رائدة في مجال تدريب وتعليم الأطباء الشباب في العراق، وأصبح دوره فعالاً في تأسيس كلية الطب في البصرة حيث كان أسمه على رأس قائمة بالمتخصصين في لجنة التأسيس عام 1967 وقام بتدريس وتدريب طلبتها وتحمل اليوم إحدى قاعات الكلية إسمه تخليدا لذكراه وعطائه للكلية. وكان الدكتور السعدي على الرغم من كل ذلك إنساناً متواضعاً، وكان أيضا رجلاً صريحاً جدا وخصوصا في تقييمه للمرافق الصحية وللقدرات البشرية وكان أحياناً يبدو بتصريحاته المثيرة للجدل سببا في خلق المشاكل له مع السلطات لكنه كان همه ومبتغاه دائما موجه إلى تثقيف وحماية مرضاه. وقد أعتبِرَت مهاراته الجراحية تفوقا لا يعلى عليه فأنهارت عليه العديد من الالقاب المهنية الفخرية من الكليات الملكية البريطانية والجمعيات الجراحية والجامعات وحصل على زمالة من قبل كلية الجراحين الدولية الشهيرة في عام 1974 كما حصل على الماستر بالجراحة وزمالة الكلية الملكية للجراحين. 



كان الدكتور محمد حسين السعدي شغوفاً بالسيارات الأمريكية الفارهة حيث اشتهر بلوحة سيارته ذات الرقم "بصرة 200" وكان الناس في البصرة ولازالوا يسمون الشارع الذي تقع فيه مستشفاه وعيادته بأسم "شارع السعدي" وذلك المبنى لازال حتى اليوم يستخدم كمستشفى خاص وشرع الكثير من الأطباء بنقل عياداتهم من سوق الهنود الى جوار هذا المستشفى. وقد هيمن السعدي على عالم الجراحة في مستشفى تذكار مود (مود ميموريال) والذي سمي بالمستشفى الملكي ومن ثم بالمستشفى الجمهوري ومؤخرا سمي بمستشفى البصرة العام واحتل جناح ردهة الجراحية رقم (1) لعقود من الزمن وكان كذلك يهوى السفر حيث سافر الى معظم أنحاء العالم إما لقضاء وقت الأجازات أو لمواكبة التطورات الجراحية. توفي رحمه الله في يوم الجمعة المصادف 28 كانون الثاني 2005 ونعته المجلة الطبية البريطانية بعددها 331 في 8 أيلول 2005 وأطلقت كلية طب البصرة أسمه علي قاعة المحاضرات فيها تخليدا لذكراه وتذكيرا بخدماته الجليلة للكلية. ويقول شاعر كلية طب البصرة وخريجها الدكتور ذر الشاوي بحق المرحوم الدكتور السعدي الذي درس وتدرب على يديه:

مهما أُشيدَ بعلمِهِ لا يُنصَفُ....
عَلَمٌ بكل المكرماتِ يرفرفُ


No comments: